إن
الحمد لله ، نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ،
وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ،
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله .
عن أبى هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال "ما
اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه فيما بينهم إلا
نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده" (صحيح مسلم)
اخوتى فى الله
هلمّ بنا لنتعلم تفسير كتاب الله ..
لنتدارس الكتاب الاعظم فهو الاحق بتدارسه..
فعلم
التفسير أحد العلوم الشرعية الأساسية المتعلقة بالقرآن الكريم من حيث أنه
يهدف إلى تحصيل القدرة على استنباط الأحكام الشرعية على وجه الصحة من كلام
الحق سبحانه إضافة إلى تذكير المخلوق بحق الخالق، وتنبيه العابد للاستعداد
إلى يوم المعاد، وتحذير الإنسان من مكائد الهوى والشيطان وغير ذلك، مما
يحصله المؤمن نتيجة معرفته بتفسير كلام الله وإطلاعه على أسراره وخفاياه.
ولقد عّرف الإمام الزركشي في كتابه البرهان علم التفسير بقوله: علم يبحث فيه عن أحوال القرآن المجيد من حيث دلالتُه على مراد الله تعالى، بقدر الطاقة البشرية.
والتفسير في اللغة إنما هو الإيضاح والتبيين .. وقد جاءت كلمة التفسير في هذا المعنى في الآية الكريمة:{ ولا يأتونك بمثل إلا جئناك بالحق وأحسن تفسيراً}(الفرقان/33) أي بياناً وتفصيلاً.
ومادام
موضوع علم التفسير كلام الله سبحانه وتعالى الذي هو منبع كل حكمة ومعدن كل
فضيلة، فإن غايته التوصل إلى فهم معاني كلام الله سبحانه واستباط أحكامه
ومعرفة مراده ليصار بذلك إلى السعادة الدنيوية والأخروية.
اخترنا لتفسير كلام الله كتاب " تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان" لشيخنا : عبدالرحمن بن ناصر السعدي جزاه الله خيرًا وأجزل له العطاء.
وهو
من التفاسير العصرية التي عنيت بالعقيدة بما تشمله من توحيد الربوبية،
وتوحيد الإلهية، وتوحيد الأسماء والصفات. وقد أثنى عليه كثير من العلماء،
بل أوصى به غير واحد منهم؛ وذلك لاهتمامه البالغ ببلورة عقيدة أهل السنة
والجماعة، ولسهولة بيانه، ولجاذبية عرضه.
وجاء التفسير في أربعة أجزاء، ويمكن تصنيفه ضمن كتب التفسير بالمأثور، وقد بدأه صاحبه بمقدمة قال فيها: "أحببت
أن أرسم من تفسير كتاب الله ما تيسر، وما من به الله علينا، ليكون تذكرة
للمحصلين، وآلة للمستبصرين، ومعونة للسالكين، ولأقيده خوفَ الضياع، ولم يكن
قصدى في ذلك إلا أن يكون المعنى هو المقصود".
سوف أقوم بوضع بعض من سور كتاب الله تعالى يوميًا ونحاول مدارستها معًا بطرح الإستفسارات والملاحظات .
فلنتوكل على الله ولنخلص له النية ونبدأ بمدارسة هذا الكتاب الطيّب ونسأل التوفيق والإخلاص في القول والعمل .
هذا هو الكتاب لمن أراد تحميله :
تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان
هيّا أخوتى واركبن معنا في هذا المركب ودعونا نُبحر معًا مع هذا العلم الطيّب.
وفقنا الله وإياكم لطلب العلم الشرعي النافع.